مروحيتان أمريكيتان تثيران هلع السكان قرب مخبأ للقراصنة الصوماليين

القراصنة والرهائن على متن سفينة "تانيت"

مقديشو - وكالات

قال شهود: إن طائرتي هليكوبتر حلقتا فوق منطقة ساحلية يستخدمها قراصنة صوماليون الأحد 12-4-2009، مما أثار الفزع بين السكان الذين خشوا شنّ غارة جوية.

وقال سكان محليون إنهم تمكنوا من مشاهدة جنود بيض داخل إحدى طائرتي الهليكوبتر اللتين حلقتا لمدة نحو نصف الساعة في منطقة ميناء هاراديري الصومالي المطل على المحيط الهندي.

وأضافوا أنهم يعتقدون أن طائرتي الهليكوبتر جاءتا من سفن حربية أمريكية قريبة أو سفن أجنبية أخرى تراقب موقعا يشهد مواجهة بشأن رهينة أمريكي يحتجزه القراصنة على قارب نجاة.

وقال حسن جمال -وهو من السكان-: "استيقظنا على أصوات صاخبة لطائرات هليكوبتر تحلق فوق هاراديري".

وقال أحمد حاج عبدي -وهو مواطن آخر-: إن السكان شعروا بالخوف من احتمال قصفهم. ومضى يقول: "كنا نعتقد أنه ستكون هناك غارات جوية هذا الصباح هاراديري مليئة بالقراصنة".

وأردف مشيرا لطائرتي الهليكوبتر: "ربما تكونان أمريكيتين، لقد غادرتا المكان الآن".

وللقراصنة عدد من القواعد حول هاراديري، وهم يحتجزون بعض القوارب المخطوفة في المنطقة.

القراصنة يقتربون من الشاطئ مع الرهينة الأمريكي

وفي هذه الأثناء، اقترب قارب نجاة استخدمه القراصنة الصوماليون الذين يحتجزون قبطان أمريكيا رهينة من ساحل الصومال الذي يشهد غيابا للقانون، فيما تتعقبه سفن حربية أمريكية لمنع القراصنة من الفرار.

وذكر مسؤولون عسكريون أمريكيون أن قارب النجاة الذي نفد وقوده منذ فترة اقترب إلى مسافة 32 كيلومترا من ساحل الصومال بحلول وقت متأخر من مساء أمس وأعرب المسؤولون عن خشيتهم من أن القراصنة ربما يحاولون الفرار برهينتهم إذا وصل القارب إلى الشاطئ.

وقالت مصادر من القراصنة الصوماليين وسكان إنهم لا يعتقدون أن قارب النجاة قريب إلى هذه الدرجة من الساحل.

ووصلت سفينة الحاويات التي ترفع العلم الأمريكي مايرسك ألاباما، والتي احتجز الأسبوع الماضي قبطانها ريتشارد فيليبس إلى ميناء مومباسا الكيني بسلام أمس، في الوقت الذي توجه فيه وسيط صومالي إلى البحر على أمل تأمين الإفراج عن فيليبس.

وصاح أحد أفراد طاقم السفينة التي تبلغ حمولتها 17 ألف طن أثناء رسوّها: "القبطان بطل لقد أنقذ حياتنا من خلال تسليم نفسه".

وكان مسلحون قد هاجموا السفينة على مسافة بعيدة في المحيط الهندي يوم الأربعاء، لكن طاقمها الأمريكي المؤلف من 20 فردا تصدوا فيما يبدو للخاطفين واستعادوا السيطرة على السفينة.

وقال أقارب فيليبس: إنه تطوع لركوب قارب النجاة مع القراصنة مقابل سلامة سفينته وطاقمها، ويريد القراصنة الأربعة الذين يحتجزونه فدية تبلغ مليوني دولار من أجل إطلاق سراحه، بالإضافة إلى توفير ممر آمن.

وتوجد ثلاث سفن حربية أمريكية، بينها المدمرة بينبريدج في المنطقة حول قارب النجاة.

محاولة إنقاذ فاشلة

وقال مسؤولون عسكريون: إن القراصنة أطلقوا النار على مركب صغير انطلق من المدمرة بينبريدج واقترب منهم أمس ولم يصب أحد بسوء وعاد المركب أدراجه.

ويعاني الصومال منذ 18 عاما من حرب أهلية وأصبحت المياه الدولية قبالة الدولة الواقعة في القرن الإفريقي من أخطر المناطق في العالم.

وفيليبس واحد من حوالي 270 رهينة يحتجزهم الآن القراصنة الصوماليون الذين ينقضون على السفن في الممرات البحرية المزدحمة في خليج عدن والمحيط الهندي.

واستولى القراصنة أمس على زورق قَطْرٍ يرفع العلم الإيطالي ويقطر مركبي بضائع وعلى متنه طاقم مكون من 16 فردا، بينهم عشرة إيطاليين في خليج عدن.

وكان القارب الذي يبلغ طوله 75 مترا، متجها نحو ساحل الصومال.

وأثار خطف مايرسك ألاباما اهتمام العالم؛ لأن فيليبس هو أول مواطن أمريكي يتعرض للخطف واستعاد طاقمه السيطرة على السفينة.

ذكريات سيئة

وأجبرت المواجهة أوباما على التركيز على مكان يرغب معظم الأمريكيين نسيانه، وكان التدخل الأمريكي في الصومال في أوائل تسعينات القرن الماضي بمثابة كارثة وشهد معركة "سقوط البلاك هوك" عام 1993 التي قتل فيها 18 جنديا أمريكيا وأوحت بتأليف كتاب وتحولت إلى فيلم سينمائي.

وقال متحدث باسم البيت الأبيض: إن مساعدي أوباما أبقوه على اطلاع على التطورات بشأن الوضع أمس.

وقال جون رينهارت المدير التنفيذي ورئيس شركة ميرسك في نورفولك بولاية فرجينيا: إن مكتب التحقيقات الاتحادي يحقق في عملية الخطف في كينيا.

وقال في مؤتمر صحفي في نورفولك "بسبب هجوم القراصنة أبلغنا مكتب التحقيقات الاتحادي بأن هذه السفينة تعد مسرح جريمة" مضيفا أنه يتعين على أعضاء الطاقم البقاء على متن السفينة.

ولم يتضح كيف استعاد الطاقم السيطرة على السفينة التي تحمل آلاف الأطنان من المعونات الغذائية للصومال وأوغندا وكينيا.

وسطاء

وأرسل زعماء قبائل صوماليون وسيطا أمس على أمل إنهاء المواجهة بين البحرية الأمريكية والقراصنة الأربعة الذين يحتجزون فيليبس (53 عاما) وهو أب لطفلين من ولاية فيرمونت.

وقال أندرو موانجورا -وهو منسق جماعة إقليمية تتابع أعمال القرصنة-: "يسعون فقط للترتيب لعودة آمنة للقراصنة دون حصولهم على فدية".

وانطلق الوسيط -وهو رجل صومالي- إلى البحر على متن قارب، ولكن لم يتضح كيف يخطط للوصول إلى قارب القراصنة.

ولا تزال عصابة القراصنة التي تحتجز فيليبس على تحديها، وقال أحد القراصنة -في اتصال هاتفي عبر الأقمار الصناعية-: "لا نخشى الأمريكيين، سندافع عن أنفسنا إذا هوجمنا".

ويحتجز القراصنة نحو 17 سفينة على الساحل الشرقي للصومال بينهم ست سفن خطفت الأسبوع الماضي فقط.
__________________
مع ان كل الخلق من أصل طين
وكلهم بينزلوا مغمضين
بعد الدقايق والشهور والسنين
تلاقى ناس أشرار وناس طيبين
عجبى !!